أزقة الضياع

موضوع: أزقة الضياع الخميس مارس 29, 2012 7:25 pm

(( أزقه الضياع ))

[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم

أزقة الضياع

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ووهبه

العقل وأبان له طريق الرشد وطريق الضلال

يقول الله تعالى { وهديناه النجدين }

ويقول الله تعالى { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا }

فجدير بالإنسان أن يختار لنفسه ما ينفعه في دنياه وآخرته

ولا يجازف بأهوائه فيما يورثه الحسرة والندم

والخسران في الدنيا والآخرة

ومع ما وهبه الله للإنسان من عقل ورشد وبيان

لطريق الخير وطريق الشر

إلا أن كثيرا يهون في أزقة الضياع الموحلة والمعتمة ,

تلك الأزقة المتجملة في ظاهرها

والقبيحة المظلمة في باطنها وحقيقتها , تلك الأزقة التي

انجرف في تيارها كثير من الشباب

ومن هذه الأزقة :

= رفقاء السوء

ينخدع كثير من الشباب بالكلام المعسول والابتسامات

الماكرة والمجاملات الباهتة

فيرى فيمن يغدق عليه هذا الزيف أنهم خير رفقة وأطيب صحبة

فينجرف في مسلكهم

ويتطبع بطبعهم ويضل بضلالهم , ولا يدرك حقيقتهم إلا بعد فوات الأوان

فرفقاء السوء لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر , حياتهم مرح

عابث وخبث شنيع

تجدهم في مسراتك وحين إقبال الخير عليك يحيطون

بك إحاطة السوار بالمعصم

وتجدهم حين محنتك وشدتك وحاجتك إليهم يتفلتون منك

كما تفلت العير من مرابضها

ديدنهم مسلك الشر فهم في أصلهم يضمرون الشر ,

يقحمونك في المتاهات

ولا يناصرونك في الأزمات , غرضهم الاستفادة منك ولا يهمهم ضياعك

تلك رفقة ضالة مضلة يجمعهم رابط واحد هو الضياع لهم ولمن

يندرج في محيطهم

فاختر رعاك الله الرفيق الصالح الذي يرشدك لطريق الخير

ويبعدك عن طريق الشر

ذلك الصديق الذي يقف معك في السراء والضراء ,

يحرص على مصلحتك وكأنها مصلحته

تلك هي رفقة الخير والصلاح , فلازمها تكسب الخير والصلاح والأمن من الضياع

= المخدرات

هي بداية النهاية حيث تسوق متعاطيها نحو دمار شامل

( ديني ونفسي وصحي واجتماعي ومادي )

وغالبا ما ينخرط الإنسان في تناول المخدرات نتيجة تأثير رفقاء السوء ,

وهناك أسباب لا مبرر لها

كالفراغ والتفكك الأسري والتغرير ونحوها , ومسلك المخدرات

كما تعلمون مسلك خطر زلق

شديد لانحدار , ما أن يخطو فيه الإنسان خطوته الأولى

إلا ويجد نفسه قد هوى في قعره المظلم

فهو هلاك محتوم , والتفكير في تجربته خطر مشؤوم ,

والعاقل اللبيب من يتبصر ويتعظ بمن هلك في هذا الزقاق القاتل .

= السفر العابث

ينتظر كثير من الشباب الإجازة بفارغ الصبر وقد خططوا لها

وأعدوا لها العدة ووفروا تكاليفها

قرابة عام كامل ناهيك عمن يقترض لها القروض والتي تثقل

كاهله عدة أعوام لأجل قضاء شهر واحد

أو أقل , هؤلاء الشباب يعدون الليالي والأيام ينتظرون هذه

الإجازة ليتحرروا بوصفهم من طوق المجتمع

الذي يكبل شهواتهم ويكبح جماح نزواتهم , فيرون في سفرهم

فرصة لهم لتحقيق مآربهم

إن الغرض من هذا السفر هو اللهو والعبث والتحلل مما

يعتقدونه قيود شرعية واجتماعية

فهم يرون في السفر المتعة والحرية , فلا رقيب ولا حسيب في معتقدهم

تجدهم يتسابقون على أماكن المجون وقاعات السفور والمراقص والخمور

ويفعلون المنكرات دون مبالاة منهم ,فهل غاب عن ذهنهم

أن الله يراقبهم في كل مكان ؟

ألا يدركون أن الموت يطلبهم من آن لآن , لقد غشيت عقولهم

الشهوات واستباحت جوارحهم المحرمات

وبعد أن يأنسوا بالرحلة ويسعدوا بالمتعة , يحل عليهم

وبال المعصية وشناعة الجرم

فكثير ما نسمع عن إصابات شباب عادوا من الخارج بأمراض

وبائية كالإيدز وغيره من الأوبئة الفتاكة

وكل ذلك نتيجة لممارساتهم المحرمة , وبعد فترة وجيزة يتفاجأ

الشاب انه مصاب بتلك الأمراض

الفتاكة فينهار على عقبه ويتحسر على فعلته ولكن بعد فوات الأوان ,

بعد أن خسر نفسه وأهله

وسمعته ويتوه في دوامة الضياع , فياله من مصير بغيض فمن أجل

لهو وعبث وشهوة لحظية

في فترة محدودة قصيرة يخسر الإنسان حياته وقد يخسر آخرته .

فما أحمق الإنسان حين يجرفه تيار الشهوة لهذا الزقاق الفاضح

والمزلق المظلم الدنيء

لا شك أن هناك أزقة أخرى تورد الإنسان الضياع ولكنني

ذات تأثير مباشر وسريع على حياة الإنسان

= أخيرا

لقد بين الله ورسوله لنا ما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا , وما يحفظنا

من الضياع والحسرة والندم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { قد تركتم على البيضاء ليلها

كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك}

وقال صلى الله عليه وسلم { تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما

ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنتي }

فلو أننا نحرص على انتهاج نهج الله ورسوله لسلمنا من مخاطر

الضياع والانهيار ولكننا للأسف

نقحم أنفسنا في مغامرات تورثنا مغبات الندم حين لا ينفع الندم

حفظ الله الجميع من بؤس الضياع ومن كل سوء ومكروه

ووفق الله الجميع للرشد والصلاح

لكم خالص التقدير

مما راااق لـــــــــــي
[/size]

عدد المساهمات : 169 تاريخ التسجيل : 03/05/2012